كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 5)

عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: ١٧]» (¬١).
قوله تعالى: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ}، أي: لباس أهل الجنة فيها الحرير ومنه سندس وهو رفيع الحرير كالقمصان ونحوها مما يلي أبدانهم والإستبرق منه ما فيه بريق ولمعان وهو مما يلي الظاهر كما هو المعهود في اللباس {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ} الذكور والإناث، هذه صفة الأبرار، أما المقربون فإنهم كما قال تعالى: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِير (٣٣)} [فاطر].
قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (٢١)}: أي طهر بواطنهم من الحسد والحقد والغل والأذى وسائر الخلائق الرّديَّة كما قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِين (٤٧)} [الحجر]. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: إذا توجه أهل الجنة إلى الجنة مروا بشجرة يخرج من تحت ساقها عينان فيشربون من إحداهما فتجري عليهم بنضرة النعيم فلا تتغير أبشارهم، ولا تتشعث أشعارهم أبداً ثم يشربون من الأخرى فتخرج ما في بطونهم من الأذى ثم تستقبلهم خزنة الجنة فيقولون: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِين (٧٣)} [الزمر].
وقال النخعي وأبو قلابة: إذا شربوه بعد أكلهم طهرهم وصار ما أكلوه وما شربوه رشح مسك وضمرت بطونهم (¬٢).
---------------
(¬١) ص: ١٠٥ برقم ١٨٩.
(¬٢) تفسير القرطبي (٢١/ ٤٨٤ - ٤٨٥).

الصفحة 461