كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 5)

قال الشاعر:
وجَنَّاتُ عَدْنٍ زُخْرِفَتْ ثُمَّ أُزْلِفَتْ ... لِقَومٍ على التَّقوَى دَوَامَاً تبتَّلُ
بها كلُّ ما تَهْوَى النفوسُ وتَشْتَهِي ... وَقُرَّةُ عَيْنٍ لَيْسَ عَنْهَا تَرْحَلُ
ملابِسُهُم فِيها حريرٌ وسندسٌ ... وإستبرقٌ لا يعتريه التَّحلُّلُ
وأزواجُهُم حورٌ حِسانٌ كواعبٌ ... عَلَى مِثْل شَكْلِ الشمسِ بَلْ هُوَ أَشْكَلُ
يُطَافُ عَلَيْهِم بالِّذِي يَشْتَهونَهُ ... إذَا أَكَلُوا نَوْعاً بِآخرَ بَدَّلوا
وقال آخر:
فَاعْمَلْ لِدَارٍ غداً رِضْوَانُ خَازِنُها ... الجَارُ أَحْمَدُ والرَّحمنُ بانِيهَا
قُصورُها ذَهَبٌ والمِسْكُ طِينَتُها ... والزَّعفَرَانُ حَشيشٌ نَابِتٌ فِيهَا
قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا (٢٢)}. أي: يقال لهم ذلك تكريماً لهم وإحساناً إليهم كما قال تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَة (٢٤)} [الحاقة]. وكما قال تعالى: {وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون (٤٣)} [الأعراف].
قوله تعالى: {وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا (٢٢)}، أي: جزاكم اللَّه على القليل بالكثير كما قال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا (١٩)} [الإسراء].
والحمد للَّه رب العالمين صلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الصفحة 462