كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 5)

في المحل الذي يصل إليه أذى السحر» (¬١).
وقال أيضاً: من أنفع الأدوية وأقوى ما يوجد من النشرة مقاومة السحر الذي هو من تأثير الأرواح الخبيثة بالأدوية الإلهية من الذكر، والدعاء، والقراءة، فالقلب إذا كان ممتلئاً من اللَّه معموراً بذكره وله ورد من الذكر والدعاء والتوجه لا يخل به كان ذلك من أعظم الأسباب المانعة من إصابة السحر له، قال: وسلطان تأثير السحر هو في القلوب الضعيفة، ولهذا غالب ما يؤثر في النساء والصبيان والجهال ومن ضعف حظه من الدين والتوكل والتوحيد، ومن لا نصيب له من الأوراد الإلهية، والدعوات والتعوذات النبوية، لأن الأرواح الخبيثة إنما تتسلط على أرواح تلقاها مستعدة لما يناسبها (¬٢). اهـ.
قال ابن حجر: وجواز السحر على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع عظيم مقامه وصدق توجهه، وملازمة ورده ولكن يمكن الانفصال عن ذلك بأن الذي ذكره - يعني ابن القيم - محمول على الغالب، وأن ما وقع به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لبيان تجويز ذلك واللَّه أعلم (¬٣). وأما علاج السحر بالسحر فهذا حرام لعموم النصوص الواردة في تحريم السحر لأنه من عمل الشيطان، ولا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين، واستعمال ما يقولون لأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبِّسون على الناس.
---------------
(¬١) زاد المعاد (٤/ ١١٤).
(¬٢) الطب النبوي ص: ٢٥٢ بتصرف.
(¬٣) فتح الباري (١٠/ ٢٣٥) يشير إلى الأحاديث الصحيحة التي تثبت أنه سُحر عليه الصلاة والسلام.

الصفحة 479