كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 5)

ابن هشام: وهو الذي قال فيما بلغني: سأنزل مثل ما أنزل اللَّه، قال ابن اسحاق: وكان ابن عباس يقول فيما بلغني: نزل فيه ثمان آيات من القرآن قول اللَّه عزَّ وجلَّ: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِين (١٥)} [القلم] وكل ما ذكر فيه من الأساطير من القرآن (¬١).
وكان هذا الرجل حامل لواء المشركين في غزوة بدر، وقد أُسر هذان الرجلان عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث في غزوة بدر وجيء بهما مع الأسرى وفي مكان يقال له: الأثيل (¬٢)، أمر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بضرب عنق النضر بن الحارث فقتله علي بن أبي طالب ضرباً بالسيف، وأرغم اللَّه أنف هذا الكافر وأذله، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: ٨].
وأما عقبة بن أبي معيط فقد أمر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بضرب عنقة في مكان يقال له: عرق الظبية (¬٣).
وكان الذي أسره من المسلمين عبد اللَّه بن سلمة، فقال عقبة حين أمر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقتله: فمن للصبية يا محمد؟ يستعطف النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال عليه الصلاة والسلام: «النَّارُ»، وكان الذي قتله عاصم بن ثابت (¬٤).
---------------
(¬١) السيرة النبوية (١/ ٣٢٦).
(¬٢) الأثيل: موضع بين بدر والصفراء وفاء الوفا (٢/ ٢٤٢). قال الواقدي: الأثيل واد طوله ثلاثة أميال، بينه وبين بدر ميلان، مغازي الواقدي (١/ ١١٣).
(¬٣) مكان دون الروحاء بميلين، وفاء الوفا (٤/ ١٠٠٩ / ١٢٥٩).
(¬٤) السيرة النبوية (٢/ ٢٣٦) وأخرجه ابن جرير (٢/ ٣٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٣٢٣). وأخرجه أبو داود ص: ٣٠٣ حديث رقم ٢٦٨٦، وصححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود برقم ٢٣٣٦.

الصفحة 506