كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 5)

الكلمة الحادية والثمانون: تأملات في قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين} رقم (٢)
الحمد للَّه والصلاة والسلام على رسول اللَّه وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده، وبعد:
قال تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِين (٩٥)} [الحجر]. وقد تقدم الكلام على هذه الآية في كلمة سابقة، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي اللهُ عنه قال: استقبل رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم البيت فدعا على ستة نفر من قريش، فيهم: أبو جهل، وأمية بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، فأقسم باللَّه لقد رأيتهم صرعى على بدر قد غيرتهم الشمس وكان يوماً حاراً (¬١). ولنأخذ قصة مقتل اثنين من هؤلاء الكفرة الذين كانا يستهزئان به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ودعا عليهما وهما: أبو جهل رأس الكفر وفرعون هذه الأمة، وأمية بن خلف الذي عذب بلالاً رضي اللهُ عنه، وكيف انتقم اللَّه لنبيه منهما؟
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث
---------------
(¬١) ص: ٧٤٦ برقم ١٧٩٤، وصحيح البخاري ص: ١١٩ برقم ٥٢٠.

الصفحة 509