كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 4)

الكلمة الحادية عشرة: النهي عن السخرية بالناس واحتقارهم
الحمدُ للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
فإن من الصفات الذميمة التي ذمها اللَّه ورسوله: السخرية بالناس واحتقارهم، قال تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَة (١)} [الهمزة]، والويل: كلمة تهديد ووعيد لمن كانت هذه صفاته، قال المعلمي رحمه الله: الهمز هو السخرية من الناس بالإشارة؛ كتحريك اليد قرب الرأس: إشارة إلى الوصف بالجنون، أو الإشارة بالعين: رمزًا للاستخفاف أو نحو ذلك.
واللمز: هو السخرية من الناس بالقول، كتسمية الشخص باسم يدل على عاهة فيه أو مرض، أو اتهامه بخليقة سيئة، أو التعريض بذلك. اهـ (¬١).
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} [الحجرات: ١١].
---------------
(¬١) مكارم الأخلاق في القرآن الكريم ليحيى المعلمي، ص: ٣٣٣، نقلاً عن كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (١٠/ ٤٦٠٤).

الصفحة 79