كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
ذنب أوسع من حلمي ، وما غضبي على من أملك ، أو ما غضبي على من لا أملك يريد إني إذا كنت مالكاً للمذنب ، فإني قادر على الانتقام منه ، فلم ألزم نفسي الغضب وإن لم أكن أملكه فليس يضره غضبي ، فلم أغضب عليه فأضرّ نفسي ولا أضره ومن كلام السفاح : ما أقبح بنا أن تكون الدنيا لنا وأولياؤنا خالون من حسن آثارنا .
ومن كلام المأمون : إنما تطلب الدنيا لتملك ، فإذا ملكت فلتوهب . وكان يقول : إنما يستكثر من الذهب والفضة من يقلاّن عنده . ومن كلام العباس بن محمد الرشيد : إنما هو درهمك وسيفك ، فازرع بهذا من شكرك ، واحصد بهذا من كفرك ؛ فقال : يا عم ، والله ما للملك غير هذا . كما قيل :
لم أر شيئاً صادقاً نفعه . . . للمرء كالدرهم والسيف
يقضي له الدرهم حاجاته . . . والسيف يحميه من الحيف
قيل : لما أشير على الإسكندر بتبيت الفرس ، قال : لا أجعل غلبتي سرقة .
وقيل له : لو تزوجت ببنت دارا فقال : لا تغلبني امرأة غلبت أباها .
ومن كلام أنوشروان : إن الملك إذا كثرت أمواله مما يأخذ من رعيته كان كمن يعمر سطح بيته مما يقتلع من قواعد بنيانه . وكان يقول وجدنا للّذة العفو ما لم نجد للّذة العقوبة .
ومن كلام المنصور : يحتمل الملوك كل شيء إلا ثلاثة : القدح في الملك ، وإفشاء السر ، والتعرض للحرم .

الصفحة 10