كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 11 """"""
الباب الثالث من الفن الثاني فيما للملك على الرعايا من الطاعة والنصيحة والتعظيم والتوقير
.
وأما الطاعة فواجبة على سائر الرعية ، لأن الله تعالى قرن طاعة أولي الأمر بطاعته وطاعة رسوله ، ونص على ذلك في محكم تنزيله فقال تعالى : " يا أيّها الذّين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ، فبأمره تبارك وتعالى وجبت ، وبسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) تأكدت وترتبت . روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني " وهذا الحديث ثابت في صحيح مسلم . وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " اسمعوا وأطيعوا ولو أمرّ عليكم عبدٌ حبشي كأن رأسه زبيبة " . فقد تبين بكتاب الله وسنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) وجوب طاعة الإمام على كل مسلم .
وأما النصيحة ، فلما روي عن تميم الداري رضي اله عنه أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة " ؛ قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : " لله ولكتابه ورسوله وأئمة المؤمنين " أو قال : " أئمة المسلمين وعامتهم " . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن الله عز وجل رضي لكم ثلاثاً وسخط لكم ثلاثاً رضي لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاّه الله عز وجل أمركم " .
وقال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الخيري رحمه الله تعالى : فانصح للسلطان وأكثر له من الدعاء بالصلاح والرشاد في القول والعمل ، فإنهم إذا صلحوا صلح العباد والبلاد بصلاحهم ، وإياك أن تدعوا عليهم فيزدادوا شراً ويزداد البلاء بالمسلمين ، وإياك أن تأتيهم أو تتصنع لإتيانهم أو تحب أن يأتوك ، واهرب منهم ما استطعت .

الصفحة 11