كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 14 """"""
على وجهها ، والتماس المخرج من العيب واللائمة فيما تترك من تبخيل صاحبك ، فلا يعرف منك فيما تدعوه إلي ميلاً إلى شيء من هواك ، ولا طلباً لغير ما ترجو أن يزينه وينفعه .
وأما تعظيمه وتوقيره والأدب في خدمته والتمسك بجماعته ، فلما روي عن أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " السلطان ظل الله في أرضه فمن أكرمه أكرمه الله ومن أهانه أهانه الله " .
وعن أبي عبيدة الجراح رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " لا تسبوا السلطان فإنه فيء الله في أرضه " .
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : " إنه كائنٌ بعدي سلطانٌ فلا تذّلوه فمن أراد أن يذلّه فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وليس بمقبولٍ توبته حتى يسد الثلّمة التي ثلم ثم يعود فيكون فيمن يعزّه " .
وقد روي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " إذا مررت ببلدٍ ليس فيه سلطانٌ فلا تدخله فإنما السلطان ظلّ الله ورمحه في الأرض " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتةً جاهليةً " .
وعن أبي رجاء العطاردي قال : سمعت ابن عباس يرويه عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " من رأى من أميره ما يكرهه فليصبر فإنه ليس أحدٌ يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتةً جاهلية " . رواه بخاري .
فقد تبين لك في سنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وجوب تعظيم السلطان وتوقيره .
وقال بزرجمهر : من جالس الملوك بغير أدب فقد خاطر بنفسه .
وقال ابن المقفع : من خدم السلطان فعليه بالملازمة من غير معاتبة . وقال : إن سأل السلطان غيرك فلا تكن المجيب عنه ، فإن استلابك الكلام خفةٌ منك واستخفافٌ بالسائل والمسئول ؛ وما أنت قائل إن قال لك : ما إياك سألت أو قال لك المسئول عند

الصفحة 14