كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)
"""""" صفحة رقم 195 """"""
وإذا وتر القوس أو أخذ عنها وترها يقال : " حظرب قوسه " إذا شد توتيرها . " طحمر " إذا وترها . " متن " مثله . " وتر " . " عطل " يقال : عطل القوس إذا أخذ عنها الوتر .
وأما إذا حمل القوس أو اتكأ عليها :
يقال : " تنكب القوس " إذا ألقاها على منكبه . " تأتب " يقال : تأتب قوسه إذا جعلها على ظهره . " متقوس " إذا كان معه قوس . " انكب " والأنكب الذي لا قوس معه . " ارتكز " إذا وضعها بالأرض واعتمد عليها .
هذا ما قيل في القوس من الأسماء والصفات اللغوية ؛ فلنذكر تركيب القوس ومبدأ عملها .
ذكر ما قيل في تركيب القوس ،
ومبدأ عملها ومن رمى عنها ، ومعنى الرمي
.
أما تركيب القوس :
فقد أجمع الرماة أنها مبنية على طبائع الإنسان الأربع وهي : العظم ، ونظيره في القوس الخشب . واللحم ، ونظيره في القوس القرون . والعروق والعصب ، ونظيرها في القوس العقب . والدم ، ونظيره في القوس الغراء .
وأما مبدأ عملها :
اختلف الناس في القوس ومبدأ عملها ومن رمى عنها ، فقال بعض أهل العلم : إن القوس جاء بها جبريل إلى آدم عليه السلام وعلمه الرمي عنها ، وتوارثه ولده إلى زمن نوح عليه السلام ، وذكرت الفرس في كتاب الطبقات الأربع : أن أول من رمى بها جمشيد الملك الفارسي ، وقيل إنه كان في زمن نوح عليه السلام ، وتوارثه بعده ولده طبقة بعد طبقة .
وقال آخرون : إن أول من رمى عنها النمرود ، وخبره مشهور في رميه نحو السماء وعود سهمه إليه وقد غمس من الدم .
وسنذكر ذلك إن شاء الله تعالى مبيناً في قصة إبراهيم عليه السلام .
ورمى عنها بعد النمرود سامن اليماني ثم كند بن سامن ثم رستم من المجوس ثم اسفنديار وغيرهم .
وقيل : إن أول من وضعها بهرام جور بن سابور ذي الأكتاف ، وهو من الملوك الساسانية ، وإنه عملها من الحديد والنحاس والذهب ، ولم يكن رآها قبل ذلك ، فلم تطاوعه في المد فعملها من القرون والخشب والعقب .
وهذا القول