كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)
"""""" صفحة رقم 196 """"""
مردود على قائله ، لأن الفرس الأول لم تزل تفتخر بالرمي في الحروب والصيد ، ولم ينقل أن الرمي انقطع في دولة ملك منهم .
والله تعالى أعلم .
وأما معنى الرمي :
ومعنى الرمي عند العرب هو القصد ، وذلك أنهم يقولون : رميت ببصري الشيء ، أي قصدت إليه به ؛ قال ابن الرومي :
نظرت فأقصدت الفؤاد بسهمها . . . ثم انثنت عنه فكاد يهيم
ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت . . . وقع السهام ونزعهن أليم
وقال العباس بن الأحنف :
قالت ظلوم سمية الظلم . . . ما لي رأيتك ناحل الجسم
يا من رمى قلبي فأقصده . . . أنت العليم بموضع السهم
وأما معناه عند العجم ، فقد حكي عن بهرام أنه قال : معنى رميت الشيء أي رمته فوصلت إليه .
وهو مقارب لمعناه عند العرب ، لأنه إنما أراد بما رامه القصد له .
هذا ما قيل في القوس .
فلنذكر ما قيل في السهم ، ثم نذكر بعد ذلك ما قيل فيهما من النظم والنثر .
ما قيل في السهم
روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " إن الله عز وجل ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفرٍ الجنة صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به والممد به " .
وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " ارموا واركبوا وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا " .
وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) وقد مر على نفر من أسلم ينتضلون فقال : " ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً