كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)
"""""" صفحة رقم 211 """"""
قلت حية على وجه الأرض تسير ؛ فهو كالرشاء لكن لا يرضى قليباً غير قلب ، أو كالعدو الذي لا يهوى إلا إزالة ما في شغف القلوب من حب .
له رائدٌ ماضي الغرار كأنه . . . هلالٌ بدا في ظلمة الليل ناحل
طالما رجع سوسنه عند المطاعنة شقيقاً ، ومزق نجمه جلابيب ظلمة القسطل والعثير تمزيقاً ؛ له النسب العالي في المعالي والمران ، لأن سنانه سنا لهبٍ لم يتصل بدخان ؛ مقروناً بسيف ما تأمله الرائي إلا وأرعدت صفحتاه من غير هز ، أو صممت شفرتاه في محزٍ فلا ينبو حتى يفري ذلك المحز ؛ يرى فوق متنيه بقية غيمٍ يستشف منها لون السماء ، وفي صفحة فرنده نارٌ تتأجج في خلال لجةٍ من الماء ؛ كأن صقيله كتب على فرنده أو نقش ، أو كأن القين تنفس فيه وهو صقيلٌ فألبسه حلةً من نمش ؛ حلت بساحته المنايا فهي فيه كوامن ، وتبوأت مقاعده الأماني فلإدراكها من فعله قرائن ؛ إذا توغل في هامة الجبار سار وأوجف ، ومتى استوطن جثة الجرم أوهى مبانيها وأشرف .
ماضٍ وإن لم تمضه يد فارسٍ . . . بطلٍ ومصقولٌ وإن لم يصقل
يغشى الوغى فالترس ليس بجنةٍ . . . من حده والدرع ليس بمعقل
متوقدٌ يفرى بأول ضربةٍ . . . ما أدركت ولو أنها في يذبل
وإذا أصاب فكل شيءٍ مقتلٌ . . . وإذا أصيب فماله من مقتل
الباب الحادي العشر في القضاة والحكام وحيث ذكرنا الإمام وما يجب عليه وقواعد المملكة ، فلنذكر القضاة والحكام
.
قال الله عز وجل : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمّا يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً " ، وقال تعالى : " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً " .
وقال تعالى :