كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 226 """"""
فأجابه العباس بن مرداس
إن كان جارك لم تنفعك ذمته . . . وقد شربت بكأس الذل أنفاسا
فأت البيوت وكن من أهلها صدداً . . . لا تلق ناديهم فحشاً ولا باسا
وثم كن بفناء البيت معتصماً . . . تلق ابن حربٍ وتلق المرء عباسا
قرمى قريشٍ وحلا في ذوائبها . . . بالمجد والحزم ما عاشا وما ساسا
ساقي الحجيج ، وهذا ياسرٌ فلجٌ . . . والمجد يورث أخماسا وأسداسا
فقام العباس وأبو سفيان حتى ردا عليه ماله .
واجتمعت بطون قريش فتحالفوا في بيت عبد الله بن جدعان على رد المظالم بمكة ، وألا يظلم أحدٌ إلا منعوه وأخذوا للمظلوم بحقه ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) معهم قبل النبوة وهو ابن خمسٍ وعشرين سنة ، فعقدوا حلف الفضول ؛ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذاكراً للحال : " لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلف الفضول أما لو دعيت إليه في الإسلام لأحببت وما أحب أن لي به حمر النعم وأني نقضته وما يزيده الإسلام إلا شدة " .
وقال بعض قريش في هذا الحلف :
تيم بن مرة إن سألت وهاشم . . . وزهرة الخير في دار ابن جدعان
متحالفين على الندى ما غردت . . . ورقاء في فننٍ من الأفنان
فهذا كان أصل ذلك وسببه في الجاهلية .

الصفحة 226