كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 31 """"""
وقيل ينبغي للملك أن يسوق العنف باللطف ، والتوفير بالتوقير ، ولا يتخذ أعواناً إلا أعياناً ، ولا إخلاء إلا أجلاء ، ولا ندماء إلا كرماء ، ولا جلساء إلا ظرفاء .
الباب الخامس من القسم الخامس من الفن الثاني فيما يجب على الملك للرعايا
ويجب على الملك أن يبسط لرعيته بساطاً ، ويبني لهم من الأمن فسطاطاً ، وينشر عليهم ألوية حلمٍ خفقت ذوائبها ، ويسلسل لهم أنهار برٍّ امتدت دوائبها ؛ ويكف عنهم أكف المظالم ، ويوكف عليهم سحائب المكارم .
وأهم ما قدم من ذلك العدل .
ذكر ما قيل في العدل وثمرته وصفة الإمام العادل
والعدل واجب على كل من استرعى رعيةً من إمام وغيره ؛ قال الله تعالى : " إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان " ، وقال تعالى : " وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين " ، وقال تعالى : " وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى " ، وقال تعالى : " يا داود إنّا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحقّ ولا تتبع الهوى " ، وقال تعالى : " الّذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور " .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " عدل ساعة في حكمة خيرٌ من عبادة ستين سنة " .
وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " ألا كلكم راع ٍ وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " .
قال بعض الشعراء :
فكلكم راعٍ ونحن رعية . . . وكلٌ سيلقى ربه فيحاسبه

الصفحة 31