كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 33 """"""
وخطب سعيد بن سويد بحمص ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، إن للإسلام حائطاً منيعاً وباباً وثيقاً ؛ فحائط الإسلام الحق وبابه العدل ؛ ولا يزال الإسلام منيعاً ما اشتد السلطان ؛ وليس شدة السلطان قتلاً بالسيف ولا ضرباً بالسوط ، ولكن قضاءٌ بالحق وأخذٌ بالعدل .
وكتب إلى عمر بن عبد العزيز بعض عماله يستأذنه في تحصين مدينة ، فكتب إليه : حصّنها بالعدل ونقّ طريقها من الظلم .
وقال معاوية : إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصراً إلا الله .
وقال المهدي للربيع بن جهم وهو والٍ على أرض فارس : يا ربيع ، انشر الحق والزم القصد وابسط العدل وارفق بالرعية ، واعلم أن أعدل الناس من أنصف من نفسه ، وأجورهم من ظلم الناس لغيره .
وقال جعفر بن يحيى : الخراج عمود الملك ، وما استغزر بمثل العدل ، ولا استنزر بمثل الظلم .
وقال عمرو بن العاص : لا سلطان إلا برجال ، ولا رجال إلا بمال ، ولا مال إلا بعمارة ، ولا عمارة إلا بعدل .

الصفحة 33