كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 37 """"""
إمامٌ جائر " وفي لفظ آخر : " أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذاباً إمامٌ جائر " . وقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " وفي لفظ : " فإنها مستجابة " .
ويقال : ما أنعم الله على عبد نعمةٍ فظلم بها إلا كان حقيقاً على الله أن يزيلها .
وقال الأحنف : إذا دعتك نفسك إلى ظلم الناس فاذكر قدرة الله على عقوبتك ، وانتقام الله لهم ، وذهاب ما آتيت إليهم عنهم .
وقال يوسف بن أسباط : من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصي الله .
وروي في الحديث : " إن الله تعالى يقول وعزتي لأجيبن دعوة المظلوم وإن كان كافراً " .
وقال : " ما من عبد ظلم فشخص بصره إلى السماء ثم قال : يا ربّ ؛ عبدك ، ظلمت فلم أنتصر إلا بك إلا قال الله لبيك عبدي لأنصرنّك ولو بعد حين " .
وقيل : الظلم أدعى شيء إلى تغيير نعمةٍ وتعجيل نقمة .
وقال ابن عباس : ليس للظالم عهد ، فإن عاهدته فانقضه ، فإن الله تعالى يقول : " لا ينال عهدي الظالمين " .
وأجمعوا على أن المظلوم موقوف على النصرة لقوله تعالى : " ثمّ بغي عليه لينصرنّه الله " .
والظالم مدرجة العقوبة وإن تنفّست مدّته . وقيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : كان الرجل يظلم في الجاهلية فيدعو

الصفحة 37