كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 39 """"""
وابناً ، فبرّ أباك ، واحفظ أخاك ، وارحم ابنك .
وقال محمد بن كعب : أحبب للناس ما تحبّ لنفسك ، واكره لهم ما تكره لنفسك ، واعلم أنك أوّل خليفة يموت .
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة : أما بعد ، فإذا أمكنتك القدرة على المخلوق فاذكر قدرة الخالق عليك ، واعلم أن ما لك عند الله مثل ما للرعية عندك .
وقال المنصور لابنه المهدي : يا بني لا تبرم أمراً حتى تفكر فيه ، فإن فكرة العاقل مرآته تريه حسناته وسيئاته ؛ واعلم أن الخليفة لا يصلحه إلا التقوى ، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة ، والرعية لا يصلحها إلا العدل ؛ وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ، وأنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه .
وقال خالد بن عبد الله القسريّ لبلال بن أبي بردة : لا يحملنّك فضل المقرة على شدة السّطوة ، ولا تطلب من رعيتك إلا ما تبذله لها ، ف " إنّ الله مع الذّين اتقوا والذّين هم محسنون " .
وقيل : لما انصرف مروان بن الحكم من مصر إلى الشام ، استعمل ابنه عبد العزيز على مصر ، وقال له حين ودعه : أرسل حكيماً ولا توصه ؛ انظر أي بنيّ إلى أهل عملك ، فإن كان لهم عندك حقٌّ غدوةً فلا تؤخره إلى عشية ، وإن كان لهم

الصفحة 39