كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 44 """"""
وكتب عبد الله بن طاهر الخراسانيّ إلى الحسن بن عمر التغلبي : أما بعد ، فإنه بلغني من قطع الفسقة الطريق ما بلغني ، فلا الطريق تحمي ، ولا اللصوص تكفي ، ولا الرعية ترضي ، وتطمع بعد هذا في الزيادة إنك لمنفسح الأمل وايم الله لتكفينّ من قبلك أو لأوجهنّ إليك رجالاً لا تعرف مرّة من جشم ، ولا عدياً من رهم . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وكتب الحجاج بن يوسف إلى قتيبة بن مسلمٍ والي خراسان : أما بعد ، فإن وكيع بن حسانٍ كان بالبصرة منه ما كان ، ثم صار لصاً بسجستان ، ثم صار إلى خراسان ، فإذا أتاك كتابي هذا فاهدم بناءه واحلل لواءه .
وكان على شرطة قتيبة فعزله وولى الضبيّ .
ذكر ما قيل في الحلم
. الحلم دفع السيئة بالحسنة .
وقيل : تجرع الغيظ ، وقيل : الحلم دعامة العقل ، قال الله تعالى : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه وليٌّ حميمٌ وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍ عظيمٍ " .
وقال علي رضي الله عنه : حلمك عن السفيه يكثر أنصارك عليه .
وقيل : ليس الحليم من إذا ظلم حلم حتى إذا قدر استنصر ، ولكن الحليم من ظلم فإذا قدر غفر .
وقيل : الحليم من لم يكن حلمه لفقد النصرة أو لعدم القدرة . وهو جوهر في الإنسان يصدر عن صدر سالم من الغوائل والأذى ، صافٍ من شوائب الكدر والقذى ؛ لا يستطاع تعلماً ، ولا يدرك تفهماً وتبصراً ؛ كما قال أبو الطيب :

الصفحة 44