كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 51 """"""
وقال آخر :
أسد على أعدائه . . . ما إن يذل ولا يهون
فإذا تمكن منهم . . . فهناك أحلم ما يكون
وقال محمود الوراق :
إني وهبت لظالمي ظلمي . . . وغفرت زلته على علمي
ورأيته أسدى إلي يداً . . . لما أبان بجهله حلمي فكأنما الإحسان كان له . . . وأنا المسيء إليه في الحكم
مازال يظلمني وأرحمه . . . حتى بكيت له من الظلم
وقال آخر :
وذي رحمٍ قلمت أظفار ضغنه . . . بحلمي عنه حين ليس له حلم
إذا سمته وصل القرابة سامني . . . قطيعتها ، تلك السفاهة والإثم
فداويته بالحلم ، والمرء قادرٌ . . . على سهمه ما كان في كفه السهم
لأستلّ منه الضغن حتى سللته . . . وإن كان ذا ضغنٍ يضيق به الحزم
وقد كره بعضهم الحلم في كل الأمور ، فمن ذلك ما أنشد المبرد :
أبا حسنٍ ما أقبح الجهل بالفتى . . . وللحلم أحياناً من الجهل أقبح
إذا كان حلم المرء عون عدوه . . . عليه فإن الجهل أعفى وأروح

الصفحة 51