كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 53 """"""
ذكر ما قيل في العفو
. قال الله تعالى : " وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفورٌ رحيمٌ " .
وقال تعالى : " فمن عفا وأصلح فأجره على الله " .
وقال تعالى : " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " .
وقال تعالى : " وأن تعفو أقرب للتقوى " .
وقال تعالى : " فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره " .
وقال تعالى لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) : " خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين " .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن العفو لا يزيد العبد إلا عزا فاعفوا يعزكم الله " .
وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلق في صعيدٍ واحد حيث يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ينادي منادٍ من تحت العرش ألا من كان له على الله حقٌّ فليقم فلا يقوم إلا من عفا عن مجرم " .
وفي لفظ : " ينادي منادٍ يوم القيامة ألا من كان له أجراً على الله فليقم ، فيقوم العافون عن الناس " .
وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " ما من إمامٍ عفا بعد قدرة إلا قيل له يوم القيامة ادخل الجنة بغير حساب " .
وقال معاذ بن جبل : لما بعثني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى اليمن قال لي : " يا معاذ مازال جبريل يوصيني بالعفو فلولا علمي بالله لظننت أنه يوصيني بترك الحدود " .
وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " من عفا عن مظلمةٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ فأجره على الله ومن كان أجره على الله فهو من المقربين يوم القيامة " .
وعن عليّ بن الحسين أنه قال : إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : ليقم أهل الفضل فيقوم ناس ، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة ، فتتلقاهم الملائكة وهم سائرون فيقولون لهم : أين تريدون ؟ فيقولون : الجنة ؛ فيقولون لهم : قبل الحساب ؟ فيقولون : نعم ؛ فيقولون : من أنتم ؟ فيقولون : نحن أهل الفضل ؛ فيقولون : وما فضلكم ؟ فيقولون : كنا إذا جهل علينا حلمنا ، وإذا ظلمنا صبرنا ، وإذا أسيء إلينا عفونا ؛ فيقولون : يحق لكم أن تكونوا من أهل الجنة فنعم أجر العاملين .

الصفحة 53