كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 54 """"""
وقيل لأبي الدرداء : من أعز الناس ؟ فقال : الذين يعفون إذا قدروا ؛ فاعفوا يعزكم الله تعالى .
قيل : حد العفو ترك المكافأة عند القدرة قولاً وفعلاً .
وقيل : هو السكون عند الأحوال المهيجة للانتقام .
قال الأحنف : إياك وحميّة الأوغاد ؛ قيل : وما هي ؟ قال : يرون العفو مغرماً والتحمل مغنماً .
وقيل لبعضهم : هل لك في الإنصاف ، أو ما هو خير من الإنصاف ؟ فقال : وما هو خير من الإنصاف ؟ فقال : العفو .
وقيل : العفو زكاة النفس . وقيل : لذة العفو أطيب من لذة التشفي ؛ لأن لذة العفو يلحقها حمد العاقبة ، ولذة التشفي يلحقها ذم الندم .
وقيل للإسكندر : أي شيء أنت أسرّ به مما ملكت ؟ فقال : مكافأة من أحسن إليّ بأكثر من إحسانه ، وعفوي عمّن أساء بعد قدرتي عليه .
قال أشجع :
يعفو عن الذنب العظيم . . . وليس يعجزه انتصاره
صفحاً عن الجاني عليه وليس حاط به اقتداره
وقال المتنبي :
فتىً لا تسلب القتلى يداه . . . ويسلب عفوه الأسرى الوثاقا

الصفحة 54