كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 61 """"""
يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره " .
وقال أكثم بن ضيفي : من تعمد الذنب فلا ترحمه دون العقوبة ، فإن الأدب رفق ، والرفق يمن .
قال أبو الطيب المتنبي :
من الحلم أن تستعمل الجهل دونه . . . إذا اتسعت في الحلم طرق المظالم
وقالوا : تواضع للمحسن إليك وإن كان عبداً حبشياً ، وانتصف ممن أساء إليك وإن كان حراً قرشياً .
وقال الشعبي : يعجبني الرجل إذا سيم هواناً دعته الأنفة إلى المكافأة وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها .
ورفع كلامه إلى الحجاج بن يوسف الثقفي فقال : لله دره أي رجلٍ بين جنبيه وتمثل بقول الشاعر :
ولا خير في عرض امرئ لا يصونه . . . ولا خير في حلم امرئ ذل جانبه
وقال رجل لابن سيرين : إني وقعت فيك فاجعلني في حل ؛ قال : ما أحب أن أحل لك ما حرم الله عليك .
وقالوا : من ترك العقوبة أغرى بالذنب ، ولولا السيف كثر الحيف .
قال الشاعر :
إذا المرء أولاك الهوان فأوله . . . هواناً وإن كانت قريباً أواصره
وإن أنت لم تقدر على أن تهينه . . . فدعه إلى اليوم الذي أنت قادره
وقارب إذا ما لم تكن لك حيلةٌ . . . وصمم إذا أيقنت أنك عاقره
وقيل : استؤمر عبد الله بن طاهر بن الحسين في رجلين كانا في السجن ، أحدهما ضعيف والآخر عليل ، فوقع : الضعيف يقوى والعليل يبرأ ، فإن يكن في

الصفحة 61