كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 63 """"""
كان ولياً إلا أعقبني ندماً على ما فعلت .
قال بعض الشعراء :
متى تضع الكرامة من لئيم . . . فإنك قد أسأت إلى الكرامة
وقالوا : جنّب كرامتك اللئام ، فإنك إن أحسنت إليهم لم يشكروا ، وإن أساءوا لم يشعروا .
ومن رسالة لأبي إسحاق الصابي في حق من نزع يده من الطاعة : وكان الذي أثمره الجهاد ، ودلّ عليه الارتياد ؛ اليأس من صلاح هذه الطوائف الناشئة على اعتياد المعاصي والاستئناس بالدواهي ، والثقة بأن أودها لا يتقوم ، وزيغها لا يتسدد ، وخلائفها لا تنصرف عما ضربت العادة عليه بسياجها ، واستمرت به على اعوجاجها ، إذا كانت العادة طبيعةً ثانية ، وسجية لازمة ؛ كذلك زعمت الحكماء ، وبرهنت عليه العلماء .
قال بعض الشعراء :
ما كل يومٍ ينال المرء ما طلبا . . . ولا يسوغه المقدار ما وهبا
وأنصف الناس في كل المواطن من . . . سقى الأعادي بالكأس التي شربا
وليس يظلمهم من بات يضربهم . . . بحدّ سيفٍ به من قبلهم ضربا
فالعفو إلا عن الأعداء مكرمةٌ . . . من قال غير الذي قد قلته كذبا قتلت عمراً وتستبقي يزيد لقد . . . رأيت رأياً يجرّ الويل والحربا
لا تقطعنّ ذنب الأفعى وتتركها . . . إن كنت شهماً أتبع رأسها الذنبا
هم جردوا السيف فاجعلهم به جزراً . . . هم أوقدوا النار فاجعلهم لها حطبا

الصفحة 63