كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 66 """"""
وقال ابن المقفع : لا يقذفنّ في روعك أنك إذا استشرت الرجال ظهر للناس منك الحاجة إلى رأي غيرك فتنقطع بذلك عن المشورة ، فإنك لا تريد الفخر ولكن الانتفاع .
قال بشار :
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن . . . برأي نصيحٍ أو نصيحة حازم
ولا تحسب الشورى عليك غضاضةً . . . فإن الخوافي رافدات القوادم
قال الأصمعي : قلت لبشار : إن الناس يعجبون من أبياتك في المشورة ؛ فقال : يا أبا سعيد ، إن المشاور بين صوابٍ يفوز بثمرته ، وخطأٍ يشارك في مكروهه ؛ فقلت : أنت والله في قولك أشعر منك في شعرك .
وهذان البيتان من قصيدة كان بشار بن برد قد كتب بها إلى إبراهيم بن عبد الله بن الحسن يمدحه بها ويحرضه على أبي جعفر المنصور ، فمات إبراهيم قبل وصول القصيدة إليه ، فخاف بشار من اشتهارها فقبلها وجعل التحريض على أبي مسلم الخراساني

الصفحة 66