كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 69 """"""
ذكر ما قيل فيمن يعتمد على مشورته وبديهته ، ويعتضد بفكرته ورويته
.
قال بعض الحكماء : عليك بمشورة من حلب أشطر دهره ، ومرت عليه ضروب خيره وشره ؛ وبلغ من العمر أشده ، وأورت التجربة زنده .
وقيل : استشار زياد رجلاً ؛ فقال الرجل : حق المستشار أن يكون ذا عقل وافر ، واختبارٍ متظاهر ، ولا أراني كذلك .
قال إبراهيم بن العباس :
يمضي الأمور على بديهته . . . وتريه فكرته عواقبها
فيظل يصدرها ويوردها . . . فيعم حاضرها وغائبها
وإذا الحروب علت بعثت لها . . . رأياً تفل به كتائبها
رأياً إذا نبت السيوف مضى . . . قدماً بها فسقى مضاربها
وقال آخر :
ألمعيٌ يرى بأول رأيٍ . . . آخر الأمر من وراء المغيب
لا يروي ولا يقلب كفاً . . . وأكف الرجال في تقليب
وقال آخر :
الألمعي الذي يظن بك الظن . . . كأن قد رأى وقد سمعا

الصفحة 69