كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 7 """"""
وقالوا : ينبغي للملك أن يأنف أن يكون في رعيته من هو أفضل منه ديناً ، كما يأنف من أن يكون منهم من هو أنفذ منه أمراً . وقيل : لا ينبغي للملك أن يسرع إلى حبس من يكتفى له بالجفاء والوعيد .
وقالوا : ينبغي للملك أن تعرفه رعيته بالأمانة ، ولا يعجل بالعقاب ولا بالثواب ، فإن ذلك أدوم لخوف الخائف ورجاء الراجي .
وقال بعض حكماء الفرس : أحزم الملوك من غلب جده هزله ، وقهر رأيه هواه ، وعبر عن ضميره فعله ، ولم يخدعه رضاه عن حظه ، ولا غضبه عن كيده .
الباب الثاني من القسم الخامس من الفن الثاني في صفات الملك وأخلاقه وما يفضل به على غيره ، وذكر ما نقل من أقوال الخلفاء والملوك الدالة على علو هممهم وكرم شيمهم
.
قال أحمد بن محمد بن عبد ربه : السلطان زمام الأمور ، ونظام الحقوق ، وقوام الحدود ، والقطب الذي عليه مدار الدين والدنيا ؛ وهو حمى الله في بلاده ، وظله الممدود على عباده ، به يمنع حريمهم ، وينصر مظلومهم ، ويقمع ظالمهم ، ويؤمن خائفهم .
وقال بعض البلغاء : الملك من تبيض آثار آياديه ، وتسود أيام أعاديه ؛ وتخضر مواقع سيبه ، وتحمر مواضع سيفه ؛ وتصفر وجوه حساده ، وتروق أعين أنداده .
وقال سهل بن هارون : الملك صبي الرضا ، كهل الغضب ؛ يأمر بالقتل وهو

الصفحة 7