كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 71 """"""
وقال آخر :
رأيت العقل لم يكن انتهاباً . . . ولم يقسم على عدد السنينا
ولو أن السنين تقسمته . . . حوى الأباء أنصبة البنينا
وقال آخر :
أدركت ما فات الكهول من الحجا . . . في عنفوان شبابك المستقبل
فإذا أمرت فلا يقال لك : اتئد . . . وإذا قضيت فلا يقال لك : اعدل
ذكر ما قيل فيمن نهي عن مشاورته ومعاضدته وأمر بالامتناع من مشايعته ومتابعته
.
وقد كرهت العرب والحكماء مشاورة من اعترته الشواغل ، وألمت به النوازل ؛ مع وفور عقله وحزمه ، والتمسك بنصحه وفهمه .
قال قس بن ساعدة الأيادي لابنه : لا تشاور مشغولاً وإن كان حازماً ، ولا جائعاً وإن كان فهماً ، ولا مذعوراً وإن كان ناصحاً ، ولا مهموماً وإن كان عاقلاً ، فالهم يعقل العقل فلا يتولد منه رأيٌ ولا تصدق به روية .
وقال الأحنف بن قيس : لا تشاور الجائع حتى يشبع ، ولا العطشان حتى يروى ، ولا الأسير حتى يطلق ، ولا المقل حتى يجد ، ولا الراغب حتى ينجح .
وقالوا : لا تشاور المعزول ، فإن رأيه مفلول .

الصفحة 71