كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 6)

"""""" صفحة رقم 9 """"""
ستة أشياء خاصة به : وزير يثق به ويفضي إليه بسره ، وحصن إذا فزع يأوي إليه ، وسيف إذا نزل به أمرٌ لم يخف أن يخونه ، وذخيرة خفيفة إذا نابته نائبة استعان بها ، وامرأة جميلة إذا دخل عليها أذهبت همّه ، وطبّاخ إذا لم يشته الطعام عمل له ما يشتهيه .
ذكر شيء من الأقوال الصادرة عن الخلفاء والملوك الدالة على عظم هممهم ، وكرم أخلاقهم وشيمهم ، وشدة كيدهم ، وقوة أيدهم
.
قيل للإسكندر وهو يحارب دارا : إن دارا في ثمانين ألفاً ، فقال : إن القصّاب لا يهوله كثرة الغنم .
واصطنع أنوشروان رجلاً ، فقيل له : إنه لا قديم له ، فقال : اصطناعنا إيّاه بيته وشرفه ، ولما رهن حاجب ابن زرارة قوسه عند كسرى قال : لولا أنهم عندي أقل من القوس لم أقبلها .
قال النعمان بن المنذر :
يعفو الملوك عن الكثير . . . من الذنوب لفضلها
ولقد تعاقب في اليسير . . . وليس ذلك لجهلها
لكن ليرجى عفوها . . . ويخاف شدّة نكلها
ومن كلام معاوية : تحن الزمان ، من رفعناه ارتفع ، ومن وضعناه اتضع . وكان يقول : إني لآنف أن يكون في الأرض جهلٌ لا يسعه حلمي ، وذنبٌ لا يسعه عفوي ، وحاجةٌ لا يسعها جودي . وقال معاوية أيضاً : إني لأرفع نفسي أن يكون

الصفحة 9