كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 102 """"""
وأما تأكيد الذم بما يشبه المدح - فهو ضربان : أحدهما أن يستثنى من صفة مدح منفية عن الشيء صفة ذم بتقدير دخولها فيها كقولك : فلان لا خير فيه إلا أنه يسئ إلى من أحسن إليه .
والثاني : أن تثبت للشيء صفة ذم وتعقب بأداة استثناء تليه صفة ذم أخرى كقولك : فلان فاسق إلا أنه جاهل وتحقيق القول فيها على قياس ما تقدم .
وأما تجاهل العارف - فهو سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة تجاهلاً منه ليخرج كلامه مخرج المدح أو الذم ، أو ليدل على شدة التدله في الحب ، أو لقصد التعجب أو التوبيخ أو التقرير ، وقال السكاكي : هو سوق المعلوم مساق غيره لنكتة كالتوبيخ كما في قول الخارجية وهي ليلى بنت طريف :
أيا شجر الخابور مالك مورقاً . . . كأنك لم تجزع على ابن طريف
والمبالغة في المدح ، كقول البحتري :
ألمع برق سرى أم ضوء مصباح . . . أم ابتسامتها بالمنظر الضاحي
أو الذم كما قال زهير :
وما أدري ولست إخال أدري . . . أقوم آل حصن أم نساء
أو التدله في الحب ، كقوله :
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا . . . ليلاي منكن أم ليلى من البشر
وقول البحتري :
بدا فراع فؤادي حسن صورته . . . فقلت هل ملك ذا الشخص أم ملك