كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 104 """"""
فإن ذلك من جيد المبالغة إذا لم يكن قد خرج مخرج الاستحالة مع كونه قد بلغ النهاية في وصف الطعنة ، ومن أحسن ذلك وأبلغه قول أحد شعراء الحماسة :
رهنت يدي بالعجز عن شكر بره . . . وما بعد شكري للشكور مزيد
ولو كان مما يستطاع استطعته . . . ولكن ما لا يستطاع شديد .
وأما عتاب المرء نفسه - فهو من أفراد ابن المعتز ولم ينشد عليه سوى بيتين ذكر أن الآمدي أنشدهما عن الجاحظ وهما :
عصاني قومي في الرشاد الذي به . . . أمرت ومن يعص المجرب يندم
فصبراً بني بكر على الموت إنني . . . أرى عارضاً ينهل بالموت والدم
قال : ولا يصلح أن يكون شاهداً لهذا الباب إلا قول أحد شعراء الحماسة :
أقول لنفسي في الخلاء ألومها . . . لك الويل ما هذا التجلد والصبر
وقول الآخر :
فقدتك من نفس شعاع فإنني . . . نهيتك عن هذا وأنت جميع
وما ناسب ذلك من الأمثلة : وأما حسن التضمين - فهو أن يضمن المتكلم كلامه كلمة من آية أو حديث أو مثل سائر أو بيت شعر : ومن إنشادات ابن المعتز عليه :
عوذ لما بت ضيفاً له . . . أقراصه مني بياسين
فبت والأرض فراشي وقد . . . غنت قفا نبك مصاريني
فضمن بيته الأول كلمة من السورة بتوطئة حسنة ، وبيته الثاني مطلع قصيدة امرئ القيس :