كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 105 """"""
ومما ضمن معنى حديث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قول الآخر :
وأخٍ مسه نزولي بقرح . . . مثلما مسني من الجوع قرح
بت ضيفاً له كما حكم الده . . . ر وفي حكمه على الحر قبح
قال لي مذ نزلت وهو من السك . . . رة بالهم طافح ليس يصحو
لم تغربت ؟ قلت : قال رسول الل . . . ه والقول منه نصح ونجح :
" سافروا تغنموا " فقال : وقد قا . . . ل تمام الحديث : " صوموا تصحوا "
ومن تضمين الشعر قول بعضهم :
وقفنا بأنصار حكتنا لواغب . . . " على مثلها من أربع وملاعب "
وهو مطلع قصيدة لأبي تمام : ومنه قول الغزي "
طول حياة ما لها طائل . . . نغص عندي كل ما يشتهي
أصبحت مثل الطفل في ضعفه . . . تشابه المبدأ والمنتهى
فلا تلم سمعي إذا خانني . . . " إن الثمانين وبلغتها "
المراد من التضمين ها هنا تمام البيت : " قد أحوجت سمعي إلى ترجمان " وإنما تركه لأن أول البيت يدل عليه لاشتهاره وهذا قد أكثر المتأخرون من استعماله في أشعارهم وضمنوا البيت الكامل بعد التوطئة له : وأما التلميح - وهو من التضمين ، وإنما بعضهم أفرده - فهو أن يشير في فحوى الكلام إلى مثل سائر أو بيت مشهور ، أو قضية معروفة من غير أن يذكره كقول الشاعر :
المستغيث بعمرو عند كربته . . . كالمستغيث من الرمضاء بالنار