كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 107 """"""
وكقول المتنبي :
وكم من عائب قولاً صحيحاً . . . وآفته من الفهم السقيم
وقوله :
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى . . . عدواً له من صداقته بد
وقوله :
ومن البلية عذل من لا يرعوى . . . عن جهله وخطاب من لا يفهم
وقوله :
إنا لفي زمن ترك القبيح به . . . من أكثر الناس إحسان وإجمال .
وأما اللف والنشر - فهو أن يذكر اثنين فصاعداً ثم يأتي بتفسير ذلك جملة مع رعاية الترتيب ثقة بأن السامع يرد إلى كل واحد منها ما له ، كقوله تعالى : " ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله " ومن النظم قول الشاعر :
ألست أنت الذي من ورد نعمته . . . وورد راحته أجنى وأغترف
وقد لا يراعى فيه الترتيب ثقة بأن السامع يرد كل شئ إلى موضعه سواء تقدم أو تأخر ، كقول الشاعر :
كيف أسلو وأنت حقف وغصن . . . وغزال الحظا وقدا وردفا
وأما التفسير - وهو قريب منه - فهو أن يذكر لفظاً ويتوهم أنه يحتاج إلى بيانه فيعيده مع التفسير ، كقول أبي مسهر :
غيثٌ وليثٌ " فغيث " حين تسأله . . . عرفا وليث لدى الهيجاء ضرغام
ومنه قول الشاعر :
يحيى ويردى بجداوه وصارمه . . . يحيى العفاة ويردى كل من حسدا