كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 108 """"""
ومن ذلك أن يذكر معاني ويأتي بأحوالها من غير أن يزيد أو ينقص كقول الفرزدق :
لقد جئت قوماً لو لجأت إليهمو . . . طريد دم أو حاملاً ثقل مغرم
لألفيت فيهم معطياً ومطاعناً . . . وراءك شزراً بالوشيج المقوم
لكنه لم يراع شرط اللف والنشر : قول آخر :
فوا حسرتا حتى متى القلب موجع . . . بفقد حبيب أو تعذر إفضال
فراق حبيب مثله يورث الأسى . . . وخلة حر لا يقوم بها مالي
ومنه قول ابن شرف :
سل عنه وانطق به وانظر إليه تجد . . . ملء المسامع والأفواه والمقل
ومن أحسن ما في هذا الباب قول ابن الرومي :
آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم . . . في الحادثات إذا دجون نجوم
منها معالم للهدى ومصابح . . . تجلو الدجى والأخريات رجوم
وفساد ذلك أن يأتي بإزاء الشيء بما لا يكون مقابلاً له كقول الشاعر :
فيأيها الحيران في ظلم الدجى . . . ومن خاف أن يلقاه بغى من العدا
تعال إليه تلق من نور وجهه . . . ضياء ومن كفيه بحراً من الندى
فأتى بالندى بإزاء بغى العدا وكان يجب أن يأتي بإزائه بالنصر أو العصمة أو الوزر وما جانسه أو يذكر في موضع البغى الفقر والعدم وما جانس ذلك .
وأما التعديد - ويسمى الأعداد - فهو إيقاع أسماء مفردة على سياق واحد ، فإن روعي في ذلك ازدواج أو جناس أو تطبيق أو نحو ذلك كان غاية في الحسن ، كقولهم : وضع في يده زمام الحل والعقد ، والقبول والرد ، والأمر والنهي ، والبسط والقبض ، والإبرام والنقض ، والإعطاء والمنع ، ومن النظم قول المتنبي :
الخيل والليل والبيداء تعرفني . . . والضرب والطعن والقرطاس والقلم .