كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 111 """"""
قال : وينبغي أن لا يبتدئ بشيء يتطير منه ، كقول ذي الرمة : " ما بال عينك منها الماء ينسكب وقول البحتري : " لك الويل من ليل تقاصره آخره وكقول المتنبي :
كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا . . . وحسب المنايا أن يكن أمانيا
وكقوله :
ملث القطر أعطشها ربوعا . . . وإلا فاسقها السم النقيعا
قال : وينبغي أن يراعى في الابتداءات ما يقرب من المعنى إذا لم تتأت له براعة الاستهلال وتسهيل اللفظ وعذوبته وسلاسة ألفاظه ، وقيل : إن أحسن ابتداء ابتدأت به العرب قول النابغة :
كليني لهم يا أميمة ناصب . . . وليل أقاسيه بطئ الكواكب
ومن أحسن ما ابتدأ به مولد قول إسحاق بن إبراهيم الموصلي
هل إلى أن تنام عيني سبيل . . . إن عهدي بالنوم عهد طويل
ويحسن أن يبتدئ في المديح بمثل قول أبزون الغماني :
على منبر العلياء جدك يخطب . . . وللبلدة العذراء سيفك يخطب
وقول المتنبي :
عدوك مذموم بكل لسان . . . وإن كان من أعدائك القمران

الصفحة 111