كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 113 """"""
وكقول المتنبي :
وفي النفس حاجات وفيك فطانة . . . سكوتي بيان عندها وخطاب
وأما براعة المقطع - فهو أن يكون آخر الكلام الذي يقف عليه المترسل أو الخطيب أو الشاعر مستعذنا حسنا ، لتبقى لذته في الأسماع ، كقول أبي تمام :
أبقت بني الأصفر المصفر كاسمهم . . . صفر الوجوه وجلت أوجه العرب
وكقول المتنبي :
وأعطيت الذي لم يعط خلق . . . عليك صلاة ربك والسلام
وكقول الغزي :
بقيت بقاء الدهر يا كهف أهله . . . وهذا دعاء للبرية شامل .
وأما السؤال والجواب - فهو كقول أبي فراس :
لك جسمي تعله . . . فدمي لم تطله ؟
قال إن كنت مالكاً . . . فلي الأمر كله
وأمثال ذلك . وقد أوردنا منه في باب الغزل ما فيه كفاية .
وأما صحة الأقسام - فهو عبارة عن استيفاء أقسام المعنى الذي هو آخذ فيه بحيث لا يغادر منه شيئاً .
ومثال ذلك قوله تعالى : " هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً " وليس في رؤية البرق إلا الخوف من الصواعق ، والطمع في المطر ، وقوله تعالى : " الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم " فلم يبق قسماً من أقسام الهيئات حتى أتى به .
وقوله تعالى : " يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء ذكور أو يزوجهم ذكراناَ وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً " ومن ذلك قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت ولا رابع لهذه الأقسام .

الصفحة 113