كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 114 """"""
ووقف أعرابي على حلقة الحسن البصري فقال : رحم الله من تصدق من فضل ، أو واسى من كفاف ، أو آثر من قوت ، فقال الحسن : ما ترك الأعرابي منكم أحداً حتى عمه بالمسألة .
ومن أمثلة هذا الباب في الشعر قول بشار :
فراح فريق في الإسار ومثله . . . قتيل ومثل لاذ بالبحر هاربه
وأصله قول عمرو بن الأهتم :
إشربا ما شربتما فهذيل . . . من قتيل وهارب وأسير
ومن جيد صحة الأقسام قول الحماسي :
وهبها كشيء لم يكن أو كنازح . . . به الدار أو من غيبته المقابر
فاستوفى جميع أقسام المعدوم : وقول أبي تمام في الأفشين لما احترق بالنار :
صلى لها حياً وكان وقودها . . . ميتاً ويدخلها مع الفجار
ومن قديم ما في ذلك من الشعر قول زهير :
وأعلم ما في اليوم والأمس قبله . . . ولكنني عن علم ما في غد عمى
ومن النادر في صحة الأقسام قول عمر بن أبي ربيعة :
تهيم إلى نعم فلا الشمل جامع . . . ولا الحبل موصول ولا أنت مقصر
ولا قرب نعم إن دنت لك نافع . . . ولا بعدها يسلي ولا أنت تصبر
وأما التوشيح - فهو أن يكون معنى الكلام يدل على لفظ آخره فيتنزل المعنى منزلة الوشاح ، ويتنزل أول الكلام وآخره منزلة العاتق والكشح اللذين يجول عليهما الوشاح .

الصفحة 114