كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 118 """"""
وكقول أبي نواس :
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها . . . لو مسها حجر مسته سراء
وأما التفريف - فهو مشتق من الثوب المفوف ، وهو الذي فيه خطوط ، وهو في الصناعة عبارة عن إتيان المتكلم بمعان شتى من المدح أو الغزل أو غير ذلك من الأغراض ، كل فن في سجعة منفصلة عن أختها مع تساوي الجمل في الوزينة ، وتكوت في الجمل الويلة والمتوسطة والقصيرة ؛ فمثال ما جاء منه في الجمل الطويلة قول النابغة الذبياني :
فلله عيناً من رأى أهل قبة . . . أضر لمن عادى وأكثر نافعا
وأعظم أحلاماً وأكبر سيداً . . . وأفضل مشفوعاً إليه وشافعا
ومثال ما جاء منه بالجمل المتوسطة قول أبي الوليد بن زيدون :
ته أحتمل واستطل أصبر ، وعز أهن . . . وول أقبل وقل أسمع ، ومر أطع
ومثال ما جاء منه بالجمل القصيرة قول المتنبي :
أقل أنل أقطع احمل عل سل أعد . . . زد هش بش تفضل أدن سر صل .
وأما التسهيم - فهو مأخوذ من البرد المسهم ، وهو المخطط الذي لا يتفاوت ولا يختلف ، ومنهم من يجعل التسهيم والتوشيح شيئاً واحداً ، ويشرك بينهما بالتسوية والفرق بينهما أن التوشيح لا يدلك أوله إلا على القافية فحسب ، والتسهيم تارة يدل على عجز البيت ، وتارة على ما دون العجز . وتعريفه أن يتقدم من الكلام ما يدل على ما يتأخر ، تارة بالمعنى ، وتارة باللفظ ، كأبيات جنوب أخت عمرو ذي الكلب ، فإن الحذاق بمعنى الشعر وتأليفه يعلمون
الصفحة 118
236