كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 12 """"""
حسن إيجازه ، وقل مجازه ، وكثر إعجازه ، البلاغة ما أشار إليه البحتري حيث قال :
وركبن اللفظ القريب فأدرك . . . ن به غاية المراد البعيد
جمل من بلاغات العجم وحكمها
قال أبرويز لكاتبه : إذا فكرت فلا تعجل ، وإذا كتبت فلا تستعن بالفضول فإنها علاوة على الكفاية ، ولا تقصرن عن التحقيق فإنها هجنة في المقالة ، ولا تلبسن كلام بكلام ، ولا تباعدن معنى عن معنى ، وأجمع الكثير مما تريد في القليل مما تقول ووافق كلامه قول ابن المعتر : ما رأيت بليغاً إلا رأيت له في المعاني إطالة وفي الألفاظ تقصيرا . وهذا حث على الإيجاز . وقال أبرويز أيضاً لكاتبه : اعلم أن دعائم المقالات أربع إن التمس إليها خامسة لم توجد ، وإن نقص منها واحدة لم تتم وهي : سؤالك الشيء ، وسؤالك عن الشيء ، وأمرك بالشيء ، وخبرك عن الشيء ؛ فإذا طلبت فأنجح ، وإذا سألت فأوضح ، وإذا أمرت فاحكم ، وإذا أخبرت فحقق .
وقال بهرام جور : الحكم ميزان الله في الأرض . ووافق ذلك قول الله تعالى : " والسماء رفعها ووضع الميزان " وقال أبو شروان لابنه هرمز : لا يكون عندك لعمل البر غاية في الكثرة ولا لعمل الإثم غاية في القلة ، ووافق من كلام العرب قول الأفوه :
والخير تزداد منه ما لقيت به . . . والشر يكفيك منه قلما زاد
وقال أزدشير بن بابك : من لم يرض بما قسم الله له طالت معتبته ، وفحش حرصه ، ومن فحش حرصه ذلت نفسه ، وغلب عليه الحسد ، ومن غلب عليه الحسد لم يزل مغموماً فيما لا ينفعه حزيناً على ما لا يناله . وقال : من شغل نفسه بالمنى لم يخل قلبه من الأسى .
وقال بعضهم : الحقوق أربعة : حق لله وقضاؤه الرضا بقضائه ، والعمل

الصفحة 12