كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 121 """"""
وقول أبي الطيب :
ولا مجد في الدنيا لمن قل ماله . . . ولا مال في الدنيا لمن قل مجده .
وأما الرجوع - فهو أن يعود المتكلم على كلامه السابق بالنقض لنكتة كقول زهير :
قف بالديار التي لم يعفها القدم . . . بلى وغيرها الأرواح والديم
كأنه لما وقف على الديار عرته روعة ذمل بها عن رؤية ما حصل لها من التغير فقال : " لم يعفها القدم " ثم ثاب إليه عقله وتحقق ما هي عليه من الدروس ، فقال : بلى عفت وغيرها الأرواح والديم .
ومنه بيت الحماسة :
أليس قليلاً نظرة إن نظرتها . . . إليك وكلاً ليس منك قليل .
وأما التغاير - فهو أن يغاير المتكلم الناس فيما عادتهم أن يمدحوه فيذمه أو يذموه فيمدحه .
فمن ذلك قول أبي تمام يغاير جميع الناس في تفصيل التكرم على الكرم :
قد بلونا أبا سعيد حديثاً . . . وبلونا أبا سعيد قديما
فوردناه سائحاً وقليباً . . . ورعيناه بأرضاً وجميما
فعلمنا أن ليس إلا بشق النفس صار الكريم " يدعى " كريما وهو مغاير لقوله على العادة المألوفة :
لا يتعب النائل المبذول همته . . . وكيف يتعب عين الناظر النظر
الصفحة 121
236