كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 123 """"""
إن الثمانين وبلغتها . . . قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
فإنه أراد أن يقول : إن الثمانين قد أحوجت سمعي إلى ترجمان فعصاه الوزن وأطاعه لفظة من البديع وهي التتميم ، فزادته حسناً وكملت مراده وكل التتميم من هذا النوع .
وأما التسميط - فهو أن يجعل المتكلم مقاطيع أجزاء البيت أو القرينة على سجع يخالف قافية البيت أو آخر القرينة ، كقول مروان بن أبي حفصة :
هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا . . . أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا
فإن أجزاء البيت مسجعة على خلاف قافيته فتكون القافية بمنزلة السمط ، والأجزاء المسجعة بمنزلة حب العقد .
وأما التشطير - فهو أن يقسم الشاعر بيته شطرين ، ثم يصرع كل شطر من الشطرين ولكنه يأتي بكل شطر من بيته مخالفاً لقافية الآخر ، كقول مسلم ابن الوليد :
موف على مهج في يوم ذي رهج . . . كأنه أجل يسعى إلى أمل
وكقول أبي تمام :
تدبير معتصم بالله منتقم . . . لله مرتقب في الله مرتغب
وأما التطريز - فهو أن يبتدئ الشاعر بذكر جمل من الذوات غير مفصلة ثم يخبر عنها بصفة واحدة من الصفات مكررة بحسب تعداد جمل تلك الذوات تعداد تكرار واتحاد ، لا تعداد تغاير ، كقول ابن الرومي :
أموركمو بني خاقان عندي . . . عجاب في عجاب في عجاب
قرون في رءوس في وجوه . . . صلاب في صلاب في صلاب
وكقوله :
وتسقيني وتشرب من رحيق . . . خليق أن يشبه بالخلوق
كأن الكأس في يدها وفيها . . . عقيق في عقيق في عقيق
الصفحة 123
236