كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 125 """"""
وأما الغلو - فمنهم من يجعله هو والإراق شيئاً واحداً ومن شواهده قول مهلهل :
فولا الريح أسمع من بحجر . . . صليل البيض تقرع بالذكور
ومثله قول المتنبي في وصف الأسد :
وردٌ إذا ورد البحيرة شارباً . . . بلغ الفرات زئيره والنيلا
قالوا : ومن أمثلة الغلو قول النمر بن تولب في صفة السيف :
تظل تحفر عنه إن ضربت به . . . بعد الذراعين والساقين والهادي
وأما القسم - فهو أن يريد الشاعر الحلف على شئ فيأتي في الحلف بما يكون مدحاً له وما يكسبه فخراً ، أو يكون هجاءً لغيره ، أو وعيداً ، أو جارياً مجرى التغزل والترقق .
فمثال الأول قول مالك بن الأشتر النخعي : " بقيت وفري وانحرفت عن العلا " وقد تقدم الاستشهاد بهما في النظم فنها تضمنت فخراً له ، ووعيداً لغيره ، وكقول أبي علي البصير يعرض بعلي بن الجهم .
أكذبت أحسن ما يظن مؤملي . . . وعدمت ما شادته لي أسلافي
وعدمت عاداتي التي عودتها . . . قدماً من الإخلاف والإتلاف
وغضضت من ناري ليخفى ضوءها . . . وقريت عذراً كاذباً أضيافي
إن لم أشن على علي غارةً . . . تضحى قذى في أعين الأشراف

الصفحة 125