كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 126 """"""
وقد يقسم الشاعر بما يزيد الممدوح مدحاً كقول القائل :
إن كان لي أمل سواك أعده . . . فكفرت نعمتك التي لا تكفر
ومما جاء من القسم في النسيب قول الشاعر :
فإن لم تكن عندي كعيني ومسمعي . . . فلا نظرت عيني ولا أسمعت أذني
ومما جاء في الغزل قول الآخر :
لا والذي سل من جفنيه سيف الردى . . . قدت له من عذاريه حمائله
ما صارمت مقلتي دمعاً ولا وصلت . . . غمضاً ولا سالمت قلبي بلابله
وأما الاستدراك - فهو على قسمين : قسم يتقدم الاستدراك فيه تقرير لما أخبر به المتكلم وتوكيد ، وقسم لا يتقدمه ذلك ، فمن أمثلة الأول قول القائل :
وإخوان تخدتهمو دروعاً . . . فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهمو سهاماً صائبات . . . فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوبٌ . . . لقد صدقوا ولكن من ودادي
وقول الأرجاني :
غالطتني إذ كست جسمي ضنىً . . . كسوة أعرت من الجلد العظاما
ثم قالت أنت عندي في الهوى . . . مثل عيني صدقت لكن سقاما
وأما القسم الثاني الذي لا يتقدم الاستدراك فيه تقرير ولا توكيد فكقول زهير :
أخو ثقة لا يهلك الخمر ماله . . . ولكنه قد يهلك المال نائله
وأما المؤتلفة والمختلفة - فهو أن يريد الشاعر التسوية بين ممدوحين فيأتي بمعان مؤتلفة في مدحها ، ويروم بعد ذلك ترجيح أحدهما على الآخر بزيادة لا ينقص بها الآخر ، فيأتي لأجل الترجيح بمعان تخالف التسوية ، كقول الخنساء في أخيعا وأبيها - وراعت حق الوالد بما لم ينقص الولد .
جارى أباه فأقبلا وهما . . . يتعاقبان ملاءة الحضر

الصفحة 126