كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 128 """"""
لشتان ما بين اليزيدين في الندى . . . يزيد سليم والأغر بن حاتم
فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله . . . وهم الفتى القيسي جمع دراهم
فلا يحسب التمتام أنى هجوته . . . ولكنني فضلت أهل المكارم
وكقول ابن حيوس :
ثمانية لم تفترق إذ جمعتها . . . فلا افترقت ماذب عن ناظر شفر
يقنيك والتقوى وجودك والغنى . . . ولفظك والمعنى وسيفك والنصر
وقول آخر :
لملتمسي الحاجات جمع ببابه . . . فهذا له فن وهذا له فن
فللخامل العليا ، وللمعدم الغنى . . . وللمذيب الرحمى وللخائف الأمن
ويجوز أن يعد هذا من الجمع مع التقسيم : وأما الجمع مع التقسيم - فهو أن يجمع أموراً كثيرة تحت حكم ثم يقسم بعد ذلك ، أو يقسم ثم يجمع ، مثال الأول قول المتنبي :
حتى أقام على أرباض خرشنة . . . تشقى به الروم والصلبان والبيع
للسبي ما نكحوا ، والقتل ما ولدوا . . . والنهب ما جمعوا ، والنار ما زرعوا
فجمع في البيت الأول أرض العدو وما فيها من معنى الشقاوة ، وذكر التقسيم في البيت الثاني : ومثال الثاني قول حسان :
قوم ذا حاربوا ضروا عدوهمو . . . أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة . . . إن الحوادث فاعلم شرها البدع
وأما التزاوج - فهو أن يزاوج بين معنيين في الشرط والجزاء كقول البحتري :
ذا ما نهى الناهي ولج أبي الهوى . . . أصاخت إلى الواشي فلج بها الهجر
وأما السلب والإيجاب - فهو أن يوقع الكلام على نفي شئ وثباته في بيت واحد كقوله :
وننكر ن شئنا على الناس قولهم . . . ولا ينكرون القول حين نقول
الصفحة 128
236