كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)
"""""" صفحة رقم 13 """"""
بطاعته ، وإكرام أوليائه ؛ وحق لنفسك ، وقضاؤه تعهدها بما يصلحها ويصحها ويحسم مواد الأذى عنها ، وحق للناس ، وقضاؤه عمومهم بالمودة ، ثم تخصيص مل امرئ منهم بالتوقير والتفضيل والصلة ، وحق للسلطان وقضاؤه تعريفه بما خفي عليه من منفعة رعية وجهاد عدو ، وعمارة بلد ، وسد ثغر . وقال بزر جمهر : إلزام الجمهور الحجة يسير ، وإقراره بها عسير .
" صفة الكاتب " وما ينبغي أن يأخذ به نفسه
قال إبراهيم بن محمد الشيباني : من صفة الكاتب اعتدال القامة وصغر الهامة وخفة اللهازم وكنافة اللحية ، وصدق الحس ولطف المذهب وحلاوة الشمائل وخطف الإشارة ، وملاحة الزي ، وقال : من كمال آلة الكاتب أن يكون بهي الملبس ، نظيف المجلس ، ظاهر المروءة ، عطر الرائحة ، دقيق الذهن ، صادق الحس حسن البيان ، رقيق حواشي اللسان ، حلو الإشارة ، مليح الاستعارة ، لطيف المسلك مستفره بالمركب ، ولا يكون مع ذلك فضفاض الجثة ، متفاوت الأجزاء ، طويل اللحية عظيم الهامة ؛ فإنهم زعموا أن هذه الصورة لا يليق بصاحبها الذكاء والفطنة .
قال بعض الشعراء :
وشمول كأنما اعتصروها . . . من معاني شمائل الكتاب
هذا ما قيل في صفة الكاتب وأما ما ينبغي للكاتب أن يأخذ به نفسه ، فقد قل إبراهيم الشيباني : أول ذلك حسن الخط الذي هو لسان اليد ، وبهجة الضمير ، وسفير العقول ، ووحي الفكر ، وسلاح المعرفة ، وأنس الإخوان عند الفرقة ومحادثتهم على بعد المسافة ومستودع السر ، وديوان الأمور .
وقد قيل في قوله تعالى : " يزيد في الخلق ما يشاء " : إنه الخط