كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 130 """"""
فلان صديق حميم أي بلغ من الصداقة حداً صح معه أن يستخلص منه صديق آخر ؛ ومنها نحو قولهم : لئن سألت لتسألن به البحر ، ومنه قول الشاعر :
وشوهاء تعدو بي إلى صارخ الوغى . . . بمستلئم مثل الفنيق المرحل
أي تعدو بي ومعي من استعدادي للحرب لابس لأمة ؛ ومنها نحو قوله تعالى : " لهم فيها دار الخلد " لأن جهنم - أعاذنا الله منها هي دار الخلد ، لكن اتنزع منها مثلها وجعل فيها معداً للفار تهويلاً لأمرها ومنها قول الحماسي :
فلئن بقيت لأرحلن بغزوة . . . نحو الغنائم أو يموت كريم
وعليه قراءة من قرأ : " فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان " بالرفع ، بمعنى فحصلت سماء وردة ، وقيل تقدير الأول أو يموت منى الكريم ، والثاني : فكانت منها وردة كالدهان ، وفيه نظر ؛ ومنها نحو قوله :
يا خير من يركب المطى ولا . . . يشرب كأساً بكف من بخلا
ونحو قول الآخر :
إن تلقني ترى غيري يناظره . . . تنس السلاح وتعرف جبهة الأسد
ومنها مخاطبة الإنسان غيره وهو يريد نفسه ، كقوا الأعشى :
ودع هريرة إن الركب مرتحل . . . وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
وقول المتنبي :
لا خيل عندك تهديها ولا مال . . . فليسعد النطق إن لم يسعد الحال

الصفحة 130