كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 137 """"""
وكقول عدي بن الرقاع في تشبيه ولد الظبية :
تزجي أغن كأن إبرة روقه . . . قلمٌ أصاب من الدواة مدادها .
وكقول النابغة في وصف النسور :
تراهن خلف القوم زوراً عيونها . . . جلوس الشيوخ في مسوك الأرانب
وكقول أبي تمام :
لا تنكري عطل الكريم من الغنى . . . فالسيل حربٌ للمكان العالي
وقوله :
ليس الحجاب بمقصٍ عنك لي أملاً . . . إن السماء ترجى حين تحتجب
وقول ابن حجاج :
وإني والمولى الذي أنا عبده . . . طريفان في أمر له طرفان
بعيداً تراني منه أقرب ما ترى . . . كأني يوم العيد في رمضان
وأما حسن الاتباع - فهو أن يأتي المتكلم إلى معنىً قد اخترعه غيره فيتبعه فيه اتباعاً يوجب له استحقاقه ، إما باختصار لفظه ، أو قصر وزنه أو عذوبة نظمه ، أو سهولة سبكه ، أو إيضاح معناه ، أو تتميم نقصه ، أو تحليته بما توجبه الصناعة ، أو بغير ذلك من وجوه الاستحقاقات ؛ كقول شاعر جاهلي في صفة جمل :
وعودٍ قليل الذنب عاودت ضربه . . . إذا هاج شوقي من معاهدها ذكر
وقلت له ذلفاء ويحك سببت . . . لك الضرب فاصبر إن عادتك الصبر

الصفحة 137