كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 138 """"""
فأحسن ابن المعتز اتباعه حيث قال يصف خيله : وخيلٍ طواها القود حتى كأنها . . . أنا بيب سمرٌ من قنا الخط ذبل
صببنا عليها ظالمين سياطنا . . . فطارت بها أيدٍ سراعٌ وأرجل
وابتع أبو نواس جريراً في قوله :
إذا غضبت عليك بنو تميم . . . حسبت الناس كلهمو غضابا
فقال أبو نواس - ونقل المعنى من الفخر إلى المدح - :
وليس على الله بمستنكرٍ . . . أن يجمع العالم في واحد
وقول النميري في أخت الحجاج :
فهن اللواتي إن برزن قتلنني . . . وإن غبن قطعن الحشى حسرات
فاتبعه ابن الرومي فقال :
ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت . . . وقع السهام ونزعهن أليم
وأما الذم في معرض المدح - فهو أن يقصد المتكلم ذم إنسان فيأتي بألفاظ موجهة ، ظاهرها المدح ، وباطنها القدح ، فيوهم أنه يمدحه وهو يهجوه كقول بعضهم في الشريف بن الشجري :
يا سيدي والذي يعيذك من . . . نظم يضن يصدا به الفكر
ما فيك من جدك النبي سوى . . . أنك لا ينبغي لك الشعر
وأما العنوان - فهو أن يأخذ المتكلم في غرض له من وصف أو فخر أو مدح أو هجاء أو غير ذلك ، ثم يأتي لقصد تكميله بألفاظ تكون عنواناً لأخبار متقدمة ، وقصص سالفة ؛ كقول أبي نواس :
يا هاشم بن حديج ليس فخركمو . . . بقتل صهر رسول الله بالسدد
أدرجتمو في إهاب العير جثته . . . لبئس ما قدمت أيديكمو لغد
إن تقتلوا ابن أبي كر فقد قتلت . . . حجراً بدارة ملحوب بنو أسد

الصفحة 138