كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 139 """"""
ويوم قلتم لعمرو وهو يقتلكم . . . قتل الكلاب لقد أبرحت من ولد
ورب كندية قالت لجارتها . . . والدمع ينهل من مثنى ومن وحد
ألهى امرأ القيس تشبيبٌ بغانية . . . عن ثأره وصفات النؤى والوتد
فقد أتى أبو نواس في هذه الأبيات بعدة عنوانات : منها قصة قتل محمد بن أبي بكر ، وقتل حجر أبي امرئ القيس ، وقتل عمرو بن هندٍ كندة في ضمن هجو من أراد هجوه ، وعير المهجو بما أشر إليه من الأخبار الدالة على هجاء قبيلته ؛ ومثل ذلك قول أبي تمام في استعطاف مالك بن طوق على قدمه :
رفدوك في يوم الكلاب وشققوا . . . فيه المزاد بجحفل غلاب
وهمو بعين أباغ راشوا للعدا . . . سهميك عند الحارث الحرّاب
وليالي الثرثار والحشاك قد . . . جلبوا الجياد لواحق الأقراب
فمضت كهولهمو ودبر أمرهم . . . أحداثهم تدبير غير صواب
وقال بعد ذلك :
لك في رسول الله أعظم أسوة . . . وأجلها في سنة وكتاب
أعطى المؤلفة القلوب رضاهمو . . . كملاً ورد أخائذ الأحزاب
والجعفريون استقلت ظعنهم . . . عن قومهم وهمو نجوم كلاب
حتى إذا أخذ الفراق بقسطه . . . منهم وشط بهم عن الأحباب
ورأوا بلاد الله قد لفظتهمو . . . أكنافها رجعوا إلى جواب
فأتوا كريم الخيم مثلك صافحاً . . . عن ذكر أحقاد وذكر ضباب

الصفحة 139