كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 142 """"""
وأما القلب - فهو أن يكون الكلام أو البيت كيفما انقلبت حروفه كان بحاله لا يتغير ، ومنه في التنزيل قوله تعالى : " كل في فلكٍ " " وربك فكبر " وقولهم : ساكب كاس .
ومنه قول العماد الأصفهاني للقاضي الفاضل : سر فلا كبا بك الفرس ، وجواب القاضي الفاضل له : دام علا العماد ، وهي أول قصيدة للأرجاني ، مطلعها : " دام علا العماد " ومن ذلك قول الأرجاني :
مودته تدوم لكل هول . . . وهل كل مودته تدوم
وأما التندير - فهو أن يأتي المتكلم بادرة حلوة ، أو نكتة مستظرفة يعرض فيها بمن يريد ذمه بأمر ، وغالب ما يقع في الهزل ، فمنه قول أبي تمام فيمن سرق له شعرا :
من بنو بجدلٍ ، من ابن الحباب . . . من بنو تغلب غداة الكلاب
من طفيلٌ ، من عامرٌ ، أم من الحا . . . رث ، من عتيبة بن شهاب
إنما الضيغن الهصور أبو الأش . . . بال هتاك كل خيس وغاب
من عدت خيله على سرح شعري . . . وهو للحين راتعٌ في كتاب
يا عذراى الكلام صرتن من بع . . . دي سبايا تبعن في الأعراب
لو ترى منطقي أسيراً لأصب . . . حت أسيراً ذا عبرة واكتئاب
طال رغبي إليك مما أقاسي . . . ه ورهبي يا رب فاحفظ ثيابي
ومن ذلك ما قاله شهاب الدين بن الخيمي يعرض بنجم الدين بن إسرائيل لما تنازعا في القصيدة المعروفة لابن الخيمي التي أولها :
يا مطلباً ليس لي من غيره أرب
فقال من قطعة منها :
هم العريب بنجد مذ عرفتمو . . . لم يبق لي معهم مالٌ ولا نشب

الصفحة 142