كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 7)

"""""" صفحة رقم 143 """"""
فما ألموا بحيٍّ أو ألمّ بهم . . . إلا أغاروا على الأبيات وانتهبوا
لم يبق منطقه قولاً يروق لنا . . . لقد شكت ظلمه الأشعار والخطب
وأما الإسجال بعد المغالطة - فهو أن يقصد الشاعر غرضاً من ممدوح فيشترط لحصوله شرطاً ، ثم يقدر وقوع ذلك الشرط مغالطة ليسجل به استحقاق مقصوده ، كقول بعضهم :
جاء الشتاء وما عندي لقرّته . . . إلا ارتعادي وتصفيقي بأسناني فإن هلكت فمولانا يكفّنني . . . هبني هلكت فهبني بعض أكفاني
وأما الافتنان - فهو أن يأتي الشاعر بفّنين متضادّين من فنون الشعر في بيت واحد مثل التشبيب والحماسة ، " والمديح " والهجاء ، والهناء والعزاء فأما ما جمع فيه بين التشبيب والحماسة فكقول عنترة :
إن تغدفي دوني القناع فإنني . . . طبّ بأخذ الفارس المستلئم
وكقول أبي دلف - ويروى لعبد اللّه بن طاهر - :
أحبّك يا جنان وأنت مني . . . محّل الرّوح من جسد الجبان
ولو أني أقول محلّ روحي . . . لخفت عليك بادرة الطعّان .
وأما ما جمع فيه بين تهنئةٍ وتعزيةٍ فقد تقدّم ذكر ذلك في بابي التهاني والتعازي ومنه فيما لم نورده هناك ما كتب به الموالي شهاب الدين محمود الكاتب تهنئة وتعزية لمن رزق ولداً ذكراً في يوم ماتت له فيه بنت : ولا عتب على الدهر فيما اقترف ، فقد أحسن الخلف ، واعتذر بما وهب عما سلب ، فعفا اللّه عمّا سلف .
وأما الإبهام - بباء موّحدة فهو أن يقول المتكلّم كلاماً مبهماً يحتمل معنيين متضاديّن ، كقول بعضهم في الحسن بن سهل لما تزوّج المأمون ببنيه بوران :
بارك اللّه للحسن . . . ولبوران في الختن
يا إمام الهدى ظفر . . . ت ولكن ببنت من

الصفحة 143